1. الإطار المرجعي والمفاهيمي للقيادة الملكية: تحليل الثبات في التطور
إن تطور مسار القيادة في المملكة المغربية، المتمثل في الانتقال من مقاربة "الحكمة" إلى مقاربة "الريادة"، يمثل تجسيداً لرؤية ملكية استشرافية ترتكز على الثبات المؤسساتي والشرعية التاريخية. هذا المسار لا يعكس مجرد تغيير في الأولويات، بل يمثل تحولاً منهجياً في الأدوات والآفاق الاستراتيجية للدولة، مدفوعاً بضرورة التكيف مع التحولات الداخلية والعالمية المعقدة.
1.1. الأصول الفكرية والسياسية لمصطلحي "الحكمة" و"الريادة"
يتجذر الخطاب الملكي المغربي في منظومة سياسية ودينية تمنح المؤسسة الملكية دوراً محورياً يتجاوز إمارة المؤمنين. فبالإضافة إلى وظيفته الدينية، يحمل الملك صفات "رمز" و"حامي" و"ضامن"، وهي دلالات تكرس مكانته كفاعل أساسي ومحرك للحياة المؤسساتية.
يُكرّس الخطاب الملكي كموقع للتاريخ، حيث يجمع الرؤى والتصورات التي تتجاوز الزمن الانتخابي للبرامج الحكومية، فارضاً "سرعة أخرى" على السياسة الوطنية، وهي سرعة المدى الطويل.
1.2. دلالات الثبات والتحول في الرؤية القيادية
إن قدرة القيادة على الانتقال من مقاربة الإصلاح التأسيسي (الحكمة) إلى مقاربة التموضع التنافسي (الريادة) لا يمكن أن تتحقق دون سلطة مركزية تملك "الزمن الطويل" كإطار مرجعي. إن مرحلة الحكمة كانت بمثابة استثمار استراتيجي في الاستقرار الداخلي، حيث كان الهدف الأسمى هو طي ملفات الماضي الحساسة (المصالحة) ووضع أسس متينة لشبكة الأمان الاجتماعي (التنمية البشرية)، لتأمين الشرعية الداخلية. هذه الشرعية والاستقرار هما الشرط المسبق الذي مكّن مرحلة الريادة لاحقاً من التفرغ لتحديات التموضع الخارجي والتنافس الاقتصادي العالمي.
يؤكد هذا التطور أن "الريادة" ليست مجرد طموح اقتصادي، بل هي استراتيجية وطنية تتجاوز حدود الحكامة الحكومية اللحظية. فبينما تقيّد الأحزاب السياسية بمدة ولايتها الزمنية (أربع أو خمس سنوات)، فإن الأهداف الاستشرافية للريادة (2030 وما بعدها) تتطلب سلطة مرجعية قادرة على فرض ومتابعة هذه السرعة الاستراتيجية.
2. مرحلة "الحكمة" (1999-2010): التأسيس والإصلاح الهيكلي
تُعد هذه المرحلة، التي تلت اعتلاء الملك محمد السادس العرش، فترة انتقالية حاسمة ركزت على "إعادة التأهيل" الداخلي. كان الهدف الأساسي هو بناء قاعدة مؤسساتية صلبة ومعالجة الإرث الاجتماعي والسياسي لسنوات ماضية، بما يضمن استقرار النسق الاجتماعي وتهيئة المناخ للإصلاحات الأعمق.
2.1. المصالحة الوطنية وطمس الماضي (هيئة الإنصاف والمصالحة)
شكل إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة (IER) خطوة تأسيسية في مقاربة الحكمة. كان الهدف هو مصالحة المغاربة مع تاريخهم وتسوية ما شاب الفترات السابقة من تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وقد حققت الهيئة مكاسب مهمة رغم طبيعتها غير القضائية.
2.2. الإصلاحات القانونية والاجتماعية الكبرى (مدونة الأسرة 2004)
من أبرز الإنجازات القانونية في مرحلة الحكمة كانت المصادقة على مدونة الأسرة في 2004. مثلت المدونة نقلة نوعية في تحديث القانون الاجتماعي، ورسخت مبدأ المساواة والعدل داخل الأسرة. من أهم المستجدات القانونية التي جاءت بها المدونة المادة 49، التي ضمنت لكل من الزوجين ذمة مالية مستقلة، مع إجازة الاتفاق بينهما على تدبير الأموال المكتسبة أثناء قيام الزوجية في وثيقة مستقلة عن عقد الزواج.
شكلت المدونة مجالاً لسجال واسع بين الاتجاهات المحافظة والحداثية، لكنها تبنت مقاربة متوازنة، اعتمدت على الاحتكام إلى مقاصد الشريعة الإسلامية والاجتهاد المنفتح، فيما وصف بأنه "إمساك عصا المدونة من وسطها" لتجنب الاحتقان الاجتماعي.
2.3. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) - المرحلة الأولى (2005-2010)
شهد عام 2005 إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH)، التي شكلت أول آلية شاملة لمكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي، خاصة في المناطق التي تعاني من الهشاشة.
ركزت آليات العمل في هذه المرحلة على أربعة أنواع رئيسية من العمليات: دعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية، دعم الأنشطة المدرة للدخل، التنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي، وتعزيز الحكامة وتقوية القدرات المحلية.
2.4. تأهيل البنية التحتية التأسيسية
تزامناً مع الإصلاحات الاجتماعية، انخرط المغرب في مشاريع البنية التحتية الكبرى التي كان لها تأثير على النسيج الاقتصادي. ففي هذه الفترة، تم وضع أسس تطوير الشبكة الطرقية والسكك الحديدية.
3. مفصل التحول الاستراتيجي (2010-2011): التحول إلى الريادة
يمثل عام 2011 نقطة انعطاف محورية في مسار القيادة، حيث أعلن خطاب 9 مارس 2011 عن تحول نوعي من التركيز على الإصلاح الهيكلي إلى تبني مقاربة استراتيجية تستهدف التموضع الإقليمي واللامركزية المتقدمة.
3.1. خطاب 9 مارس 2011 والإصلاح الدستوري
جاء خطاب 9 مارس 2011 ليرسم الإطار المرجعي الجديد، حيث أطلق ورش الإصلاح الدستوري الشامل. كان الهدف الأسمى هو توطيد مبدأ فصل السلط وتوازنها، وتعميق دمقرطة وتحديث المؤسسات وعقلنتها، من خلال برلمان يتبوأ فيه مجلس النواب مكانة الصدارة وينتج عن انتخابات حرة ونزيهة.
في السياق ذاته، أكد الخطاب على أن الجهوية المتقدمة ليست مجرد "بناء إداري"، بل هي "خيار استراتيجي" و"صرح ديمقراطي أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية".
3.2. دستور 2011 وترسيخ العدالة المجالية
كرّس دستور 2011، كنتيجة لخطاب الإصلاح، التوجه نحو اللامركزية، حيث خصص 12 فصلاً للجماعات الترابية. بوأت أحكام الدستور الجهة مركز الصدارة ضمن هذه الجماعات، باعتبارها الإطار الأمثل لتنفيذ المشاريع التنموية وتقليص الفوارق الترابية.
يمثل هذا التحول الدستوري انتقالاً من منطق "الدولة التي تقود التنمية من المركز" إلى "الدولة التي تضمن شروط التنمية التوازنية" عبر تمكين المستويات المحلية. إن ترسيخ العدالة المجالية عبر الجهوية ليس هدفاً اجتماعياً قائماً بذاته فحسب، بل هو شرط حتمي لاستدامة مشاريع الريادة الكبرى. فبدون معالجة التفاوتات العميقة بين الأقاليم، تصبح الإنجازات الاقتصادية الكبرى عرضة لعدم الاستقرار الاجتماعي. بالتالي، فإن الدستور الجديد عزز الحكامة والنزاهة والفعالية في الأداء الحكومي
4. مرحلة "الريادة" (2010-2025 وما يليها): التموضع كقوة اقتصادية إقليمية فاعلة
بعد تأمين الاستقرار الداخلي والتحول المؤسساتي، دخلت القيادة مرحلة الريادة بهدف تحقيق التموضع الاستراتيجي للمغرب كقوة اقتصادية إقليمية. ترتكز هذه المرحلة على الاستثمار المكثف والموجه في القطاعات التنافسية لدمج المغرب في سلاسل القيمة العالمية ومواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية.
4.1. ريادة البنى التحتية العالمية (اللوجستيك)
تُعد البنية التحتية اللوجستية محرك الريادة الأول. فبعد انطلاق المرحلة الأولى لميناء طنجة المتوسط، شهدت هذه المرحلة إطلاق العمليات المينائية لميناء طنجة المتوسط 2 في عام 2019/2020، مما رفع قدرته الاستيعابية ليصبح الأكبر في البحر الأبيض المتوسط.
وإلى جانب الموانئ، استمر تطوير شبكة النقل الداخلي لضمان ربط الأقاليم ودعم الحركة الاقتصادية. يمتلك المغرب شبكة طرق سيارة متطورة يُتوقع أن يصل طولها إلى 3000 كم بحلول 2030، وشبكة سكك حديدية حديثة تشمل أول خط قطار فائق السرعة في إفريقيا (طنجة–الدار البيضاء).
4.2. الريادة الطاقية والبيئية (الطاقات المتجددة)
في مواجهة تحديات الطاقة والمناخ العالمية، تبنى المغرب استراتيجية طاقية تهدف إلى تحقيق الاستقلال الطاقي والريادة القارية في مجال الطاقات المتجددة. يهدف المغرب إلى الوصول إلى قدرة إنتاج كهربائي من مصادر متجددة تبلغ 6000 ميغاواط بحلول عام 2030، ورفع حصة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي الوطني إلى 52%.
من المشاريع الرائدة في هذا المجال برنامج "نور أطلس"، الذي يهدف إلى توسيع نطاق محطات الطاقة الشمسية لتشمل عشر جهات بالمملكة، باستثمارات ضخمة وتمويل دولي. هذه الخطوات تكرس طموح المغرب كقوة رائدة في القطاع الأخضر.
4.3. الاستراتيجيات القطاعية الداعمة للنمو
لتعزيز التنافسية وتوجيه الاقتصاد نحو التخصص، أطلقت الحكومة مجموعة من الاستراتيجيات القطاعية المتكاملة في إطار الرؤية الملكية:
الصناعة: مخطط تسريع التنمية الصناعية.
الفلاحة: مخطط المغرب الأخضر.
الطاقة: الاستراتيجية الطاقية 2030.
اللوجستيك والموانئ: الاستراتيجية الوطنية لتنمية التنافسية اللوجستيكية والاستراتيجية الوطنية للموانئ في أفق 2030.
19
تعتمد هذه الاستراتيجيات على حكامة واضحة وعلى أدوات للتمويل والتنمية الموجهة، بهدف دعم الاندفاعة التحديثية وجعل المغرب قادراً على المنافسة دولياً.
5. العدالة المجالية والتنمية البشرية كشرط للتقدم (الركيزة الاجتماعية للريادة)
الريادة الاقتصادية لا يمكن أن تستدام إذا لم تكن مدعومة بتنمية بشرية شاملة وتحقيق للعدالة المجالية. كان إطلاق الجهوية المتقدمة وتطور مراحل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) استجابة مباشرة لهذا الشرط.
5.1. الجهوية المتقدمة كآلية للعدالة المجالية
تُعتبر الجهوية المتقدمة هي المدخل الأساسي لتحقيق العدالة المجالية والحد من الفوارق الترابية.
إن نظام الجهة يرتكز على مبادئ التعاون والتضامن بين الجماعات، والتدبير الحر، والرفع من مساهمة المواطنين في التنمية المندمجة.
5.2. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) - المراحل المتقدمة
شهدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تطوراً مستمراً منذ انطلاقها، حيث انتقلت من مقاربة تدارك العجز (المرحلة الأولى) إلى مقاربة الاستثمار في الرأسمال البشري (المرحلة الثالثة).
المرحلة الثانية (2011-2015) ركزت على ترسيخ الحكامة وتقليص الفوارق المجالية، من خلال تعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للفئات المستهدفة.
أما المرحلة الثالثة (2019-2025)، فقد مثلت تحولاً نحو التركيز على الجوانب اللامادية للتنمية البشرية
برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة: يركز على دعم صحة الأم والطفل، ومكافحة الهدر المدرسي، ودعم التعليم الأولي.
23 برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب: يدعم ريادة الأعمال، وتمويل المقاولات الصغيرة، والمواكبة، بهدف خلق فرص للشغل الذاتي.
23 ويسعى إلى ديمومة المشاريع من خلال إدماجها في سلاسل القيمة لضمان وقع إيجابي ومستدام.22
إن هذه المرحلة من INDH هي الاستجابة المباشرة لضرورة توفير رأسمال بشري مؤهل وكفء قادر على استيعاب متطلبات الاقتصاد الجديد المرتكز على اللوجستيك والطاقات النظيفة. فالريادة تتطلب ليس فقط بنية تحتية مادية (الموانئ والطرق) بل وبنية تحتية بشرية (التعليم والصحة). إن الارتقاء بأداء المبادرة في المرحلة الثالثة يمثل ركيزة لضمان العدالة الاجتماعية بالتوازي مع النمو الاقتصادي.
وفيما يلي ملخص لتطور مراحل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية:
تطور مراحل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2005-2025)
المرحلة/الفترة | الهدف الأساسي | التركيز البرنامجي الرئيسي | الأثر على العدالة المجالية | السند المرجعي |
المرحلة الأولى (2005–2010) | تدارك العجز الاجتماعي ومحاربة الهشاشة. | دعم الولوج إلى الخدمات الأساسية والأنشطة المدرة للدخل. | تقليص الفوارق في الولوج إلى الخدمات والبنية التحتية الأساسية. | |
المرحلة الثانية (2011–2015) | ترسيخ الحكامة المحلية واستدامة المشاريع. | تعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي وتقوية القدرات المحلية التشاركية. | وضع مقاربة تشاركية في التنمية المحلية وتعميق النجاعة. | |
المرحلة الثالثة (2019–2025) | الاستثمار في الرأسمال البشري والإدماج الاقتصادي للشباب. | دعم صحة الأم والطفل، محاربة الهدر المدرسي، تعزيز ريادة الأعمال والإدماج في سلاسل القيمة. | التركيز على الجوانب اللامادية للتنمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية عبر الانتقائية والفعالية. |
6. الريادة الإقليمية والدبلوماسية الإفريقية (العمق الاستراتيجي)
إن التوجه الإفريقي يمثل البعد الجيوسياسي والاقتصادي الأبرز في مرحلة الريادة. فبعد سنوات من التركيز على الشمال، تبنى المغرب سياسة "التوجه جنوباً" لتعزيز التعاون جنوب-جنوب وتحقيق طموحاته الاقتصادية والسياسية.
6.1. استراتيجية العودة إلى الاتحاد الإفريقي (2017)
كان قرار العودة إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2017، بعد غياب دام أكثر من ثلاثة عقود، تتويجاً لحراك دبلوماسي مكثف بقيادة العاهل المغربي، شمل زيارات وإبرام شراكات استراتيجية مع العديد من الدول الإفريقية.
تستند السياسة الخارجية المغربية على مبادئ ثابتة تشمل احترام السيادة الوطنية، والتعاون والتضامن الموجه نحو الجنوب، والانفتاح على مختلف الفاعلين.
6.2. الدبلوماسية الاقتصادية والتعاون جنوب-جنوب
لم يكن التوجه الإفريقي مجرد توسع دبلوماسي، بل كان محاولة لتعزيز الهامش الجيوسياسي والاقتصادي. يعمل المغرب على بلورة استراتيجيات إقليمية مندمجة، خاصة في مجالات الصحة والبحث وصناعة الأدوية، بهدف توحيد الجهود وتقوية سلاسل القيمة الإقليمية لمواجهة الأزمات العالمية.
ومع ذلك، يواجه هذا التوجه تحديات كبيرة مرتبطة بالبيئة القارية، أبرزها الحالة المتردية للبنية التحتية في إفريقيا (الطرق والموانئ)، والتي تعيق التغيرات البنيوية وتحقيق النمو المستدام، وتكبد المصدرين المغاربة فرصاً كبيرة رغم قرب المسافة مقارنة بالدول الأوروبية.
7. الاستنتاجات العامة والآفاق المستقبلية
إن مسار القيادة من "الحكمة" إلى "الريادة" في المغرب يمثل عملية تحول هيكلي ومنهجي مستمرة على مدى ربع قرن. لقد أدت مرحلة الحكمة التأسيسية (1999–2010)، التي ركزت على المصالحة الداخلية، الإصلاح القانوني (مدونة الأسرة)، وبناء البنى التحتية الأساسية (INDH المرحلة الأولى، طنجة المتوسط 1)، إلى توفير قاعدة صلبة من الاستقرار والشرعية الداخلية. هذا الاستقرار كان شرطاً لا غنى عنه لإطلاق المرحلة الثانية، الريادة الاستراتيجية.
7.1. خلاصة مقارنة بين مكتسبات الحكمة ومتطلبات الريادة
يتضح التباين بين المرحلتين في الأهداف والمقاربات، مع وجود ترابط سببي عميق بينهما:
معيار المقارنة | مرحلة الحكمة (1999–2010) | مرحلة الريادة (2010–2025+) |
الهدف الجوهري | التأسيس والإصلاح المؤسساتي والمصالحة التاريخية (التركيز الداخلي). | التموضع الاستراتيجي والريادة الإقليمية والعدالة المجالية (التركيز المستقبلي). |
محور الاهتمام الداخلي | تعزيز الديمقراطية التمثيلية، حقوق الإنسان (IER)، مدونة الأسرة. | الجهوية المتقدمة، تنمية الرأسمال البشري (INDH 3)، النزاهة والفعالية. |
المقاربة الاقتصادية | بناء البنى التحتية الأساسية (تأهيل الطرق، طنجة المتوسط 1). | الاندماج في سلاسل القيمة العالمية، الريادة الطاقية (52% طاقة نظيفة). |
التحول الدستوري | العمل ضمن إطار دستور 1996 المعدل. | إقرار دستور 2011، توطيد مبدأ فصل السلط ودسترة الجهوية. |
7.2. تقييم التحديات المتبقية ومحركات الاستدامة
التحليل يؤكد أن التحدي الأكبر للريادة يكمن في ضمان الالتقائية بين "السرعة الطويلة" للرؤية الاستراتيجية و"السرعة التنفيذية" للجهاز الحكومي والإداري. ففي الوقت الذي يتم فيه إطلاق مشاريع ضخمة ذات أفق زمني يمتد إلى 2030، يظل تحقيق النزاهة والفعالية في العمل الحكومي والبرلماني مطلباً أساسياً لضمان أن الخدمة لا تكون قائمة على "النية" فقط، بل على تحقيق "الفعالية" والنتائج الملموسة.
إن استدامة الريادة الاقتصادية تتوقف على قدرة الدولة على الاستثمار بنجاح في الجوانب اللامادية للتنمية البشرية (مثل التعليم والصحة والطفولة المبكرة عبر INDH 3).
بالتالي، فإن المرحلة القادمة تتطلب تعزيز حكامة الاستثمارات لضمان استدامتها عبر الصيانة المنتظمة والعمل الفعال على المستوى الترابي، لتوحيد جهود القطاع العام والخاص والمجتمع المدني لتحقيق الالتقائية المنشودة.
تعليقات
إرسال تعليق