القائمة الرئيسية

الصفحات

عشبة الماقرمان (الطيّون اللزج): التوثيق النباتي، الخصائص الدوائية، والملف السمّي الحرج لـ Dittrichia viscosa

 

 

I. المقدمة والتوثيق النباتي: التباين التسموي وتحديد الهوية

أ. إشكالية التسمية الإثنوبوتانية للـ "ماقرمان"

تُعد التسمية الشائعة "الماقرمان" أو "المكرمان" مصدراً للالتباس الجذري في الأدبيات الإثنوبوتانية والطب التقليدي، مما يستدعي توضيحاً منهجياً لتحديد الهوية النباتية بدقة قبل الشروع في تحليل الخصائص. يُستخدم هذا الاسم الشعبي للإشارة إلى مجموعتين نباتيتين متباينتين تماماً تنتميان إلى عائلات كيميائية مختلفة، مما يحمل في طياته خطراً محتملاً على السلامة.

في بعض السياقات المتوسطية والشرق أوسطية الأوسع، قد يرتبط الاسم "ماقرمان" بالبردقوش أو المردقوش (Marjoram/Oregano)، الذي يشمل أنواعاً مثل Origanum majorana (المردقوش الحلو) و Origanum vulgare (الأوريجانو أو المردقوش البري).1 تنتمي هذه المجموعة إلى الفصيلة الشفوية (Lamiaceae)، وتُستخدم بشكل أساسي في الطهي والمنكهات، وتتميز بملف أمان مرتفع نسبياً.

في المقابل، يرتبط الاسم الشعبي "مغرامان/ماقرمان/مكرمان" ارتباطاً وثيقاً بـ Dittrichia viscosa (الطيّون اللزج أو False Yellowhead) في منطقة شمال إفريقيا، ولا سيما في المغرب.4 وهذا النبات ينتمي إلى الفصيلة النجمية (Asteraceae)، وهو يتميز بتركيب كيميائي قوي يحوي مركبات عالية الفعالية البيولوجية تحمل في الوقت ذاته تحذيرات سمّية مهمة.

ب. تثبيت الهوية العلمية المحورية للتقرير

بما أن الاستخدامات التقليدية والتحليلات السمّية الحديثة التي تثير القلق وتتطلب الدراسة المعمقة تركز بشكل أساسي على النبتة المتداولة في شمال إفريقيا تحت هذا الاسم، فقد تم تثبيت Dittrichia viscosa (L.) Greuter كمركز للتحليل في هذا التقرير.4 المرادف العلمي القديم الشائع لهذا النبات هو Inula viscosa.

يقع هذا النبات ضمن التصنيف الرسمي التالي: المملكة: Plantae، العائلة: Asteraceae، الجنس: Dittrichia، الأنواع: D. viscosa.7

إن التمييز بين هاتين الهويتين النباتيتين أمر بالغ الأهمية، حيث إن الخلط بين الأنواع الآمنة نسبياً (مثل Origanum spp.) وتلك التي تحتوي على مركبات ذات تأثيرات دوائية قوية وسمّية تناسلية مؤكدة (D. viscosa)، ليس مجرد خطأ تصنيفي، بل هو قصور في بروتوكولات السلامة العامة. قد يؤدي هذا التداخل التسموي إلى استخدام غير آمن لنبتة D. viscosa، خاصة من قبل الأفراد الذين يعتقدون أنهم يتعاملون مع نبتة طهي عادية.8

ويوضح الجدول التالي مقارنة للمرادفات لتأكيد ضرورة التحذير من هذا التباين:

مقارنة المرادفات الإثنوبوتانية والمطابقات العلمية لعشبة الماقرمان

الاسم الشعبي الإثنوبوتانيالاسم العلمي (Scientific Name)العائلة النباتية (Family)سياق الارتباط الرئيسيملاحظات السلامة الأساسية
الماقرمان/المردقوش الحلو/البريOriganum majorana / O. vulgareالشفوية (Lamiaceae)الطهي المتوسطي والتوابل

آمن للاستخدام الغذائي العام 1

الماقرمان/المكرمان/الطيّون اللزجDittrichia viscosa (L.) Greuterالنجمية (Asteraceae)الطب التقليدي في شمال إفريقيا والمشرق

يحتوي على مركبات قوية ذات سمّية تناسلية (إجهاضية) 8

II. الوصف النباتي والموئل والانتشار

أ. الوصف المورفولوجي لـ Dittrichia viscosa

Dittrichia viscosa هو عشب أو شجيرة معمرة (Perennial herb/subshrub) ينتمي إلى الفصيلة النجمية. تتميز النبتة بكونها كثيفة التفرع 7، ويصل ارتفاعها عادةً إلى ما بين 0.3 و 1.5 متر، وقد تصل في بعض البيئات إلى 150 سم.10

تغطي الساق القائمة للنبات شعيرات دقيقة وكثيفة وغدد لزجة، مما يمنح النبتة ملمساً لزجاً ورائحة قوية مميزة.7 هذا الملمس اللزج هو أصل اسم "Sticky Fleabane" الإنجليزي. تكون الأوراق طويلة وضيقة، ذات حواف مسننة، وغالباً ما تكون قواعدها محيطة بالساق.7

أما الأزهار، فهي صفراء ذهبية وقرصية الشكل، تشبه أزهار الأقحوان (daisy-like)، وتزهر ما بين شهري يونيو وسبتمبر.11 يمكن للزهرة الواحدة أن تنتج ما يصل إلى 16 زُهيرة شعاعية و 44 زُهيرة قرصية.7 تتكاثر النبتة بشكل أساسي عن طريق البذور، كما يمكن أن تتكاثر بالريزومات الأرضية (الجذامير).11

ب. الموئل والانتشار الجغرافي

يُعد Dittrichia viscosa نباتاً أصلياً (Native) لحوض البحر الأبيض المتوسط، ويمتد موطنه ليشمل غرب آسيا وشمال إفريقيا.7

تتميز النبتة بصلابتها ومقاومتها العالية للظروف المعاكسة والبيئات المتدهورة، وهي تنمو بفعالية في الأراضي الجبلية والكلسية، وفي قيعان الأنهار الجافة، والحقول المهجورة، وعلى جوانب الطرقات.7 وتنمو حتى ارتفاع 1500 متر عن سطح البحر.7 إن قدرتها العالية على التكيف، خاصة مع البيئات المتدهورة، تفسر انتشارها الواسع، لدرجة أنها تُصنف كنوع غازٍ (Invasive species) في مناطق خارج موطنها الأصلي مثل أستراليا.7

III. الخصائص الكيميائية النباتية والمكونات الفعالة

أ. المجموعات الكيميائية الرئيسية

تتميز Dittrichia viscosa بتركيبة كيميائية نباتية غنية ومعقدة، وهي مصدر لعدد كبير من المركبات النشطة بيولوجياً (bioactive compounds).14 تشمل هذه المركبات:

  1. لاكتونات السيسكيتيربين (Sesquiterpene Lactones - SLs): تُعتبر هذه المجموعة أهم المركبات الفعالة صيدلياً والمميزة للفصيلة النجمية (Asteraceae).

  2. الزيوت الطيارة (Volatile Oils): توجد بتركيزات تتراوح بين 1-3% في الجذور والجذامير، وتتحول بشكل رئيسي إلى مادة الانتولاكتون (Antolacton).11

  3. الفلافونويدات والأحماض الفينولية: مثل مشتقات حمض الكافيين.4

  4. السكريات المتعددة (Polysaccharides) والإينولين (Inuline): توجد في الجذور، وتعتبر مصدراً للفركتوز.11

ب. الدور المحوري للاكتونات السيسكيتيربين

تُعد لاكتونات السيسكيتيربين (SLs) هي المحرك الأساسي للقوة العلاجية الملاحظة في D. viscosa. تم عزل ودراسة عدة مركبات من هذه المجموعة، أبرزها الإينوفيسكولايد (Inuviscolide)، والتومنتوسين (Tomentosin)، وحمض الكوستيك ألفا ($\alpha$-costic acid).15

تُظهر هذه المركبات آليات عمل جزيئية واضحة، حيث ثبت أن الإينوفيسكولايد، وهو مركب سيسكيتيربينويدي، يمتلك تأثيرات مثبطة قوية على إنزيمات الالتهاب الرئيسية.16 تشمل الإنزيمات المستهدفة كل من Cyclooxygenase 1 (COX-1)، و Phospholipase A2 (sPLA2)، وإنزيم Elastase.16 يساهم هذا التثبيط الإنزيمي في شرح الخصائص القوية للنبات المضادة للالتهاب والمسكنة والمضادة للتكاثر الخلوي.14

إن قوة هذه المكونات الكيميائية، لا سيما لاكتونات السيسكيتيربين، التي تمنح D. viscosa فعاليتها في مقاومة الالتهاب والميكروبات والسرطان 15، هي ذاتها التي تفرض التحذيرات السمّية. فالآلية الرئيسية لعمل هذه المركبات في الخلايا تتمثل في التفاعل مع مجموعات الثيول في الإنزيمات والبروتينات.18 هذه الآلية القوية والواسعة قد تفسر الآثار الجانبية الحادة، مثل السمية التناسلية (الإجهاض)، من خلال تداخلها مع بروتينات الرحم أو تعطيل نمو الجنين والانغراس خلال المراحل المبكرة من الحمل.9 وبالتالي، يجب موازنة الفعالية العالية للنبتة في علاج الأمراض الالتهابية والحمى (التي تُعد استخدامات تقليدية موثقة) مقابل مخاطر هذه المكونات القوية في سياق الحمل.

يوضح الجدول التالي أهم الأنشطة البيولوجية الرئيسية للنبتة وارتباطها بمركباتها الكيميائية:

الأنشطة البيولوجية الرئيسية لـ Dittrichia viscosa والمركبات الكيميائية المسؤولة

النشاط الدوائيالآلية البيولوجيةالمركبات الكيميائية الفعالة الرئيسيةدعم المصادر العلمية
مضاد للالتهابتثبيط إنزيمات COX-1, COX-2, iNOS, Elastase, sPLA2لاكتونات السيسكيتيربين (Inuviscolide, Tomentosin)15
التئام الجروحتسريع انقباض الجرح في نماذج الحروقيُعزى للمستخلص الكلي ومضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب14
مضاد للميكروبات والطفيلياتصفات مضاد حيوي ضد الجراثيم والطفيليات والديدان الحلقيةالانتولاكتون (Antolacton)، ومركبات فينولية4
مضاد للتكاثر/سام للخلاياتثبيط نمو خلايا السرطان (الثدي، القولون، عنق الرحم)لاكتونات السيسكيتيربين (مثل Tomentosin، Inuviscolide)4

IV. الممارسات التقليدية والاستخدامات الإثنوميديسينال

تتمتع Dittrichia viscosa بأهمية تاريخية كبيرة في الطب الشعبي لحوض البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، حيث تُستخدم تقليدياً لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض.

أ. الاستخدامات العامة في الطب الشعبي

تُعد D. viscosa جزءاً من الترسانة العلاجية لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي والمسالك البولية التناسلية، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية والعصبية والأيضية.15 وتشمل الاستخدامات الموثقة لعلاج السعال، والحمى (antipyretic)، والالتهابات، والطفيليات المعوية (Anthelmintic).20 كما أُشير إلى استخدامها في علاج السكري وارتفاع ضغط الدم.4

بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم النبتة كمقوٍّ للهضم حيث يزيد الشهية 21، وكعامل مُطهر ومُلطف، وتُستعمل أيضاً في حالات الاكتئاب النفسي.21

ب. طرق التحضير والتطبيق التقليدية

تتنوع طرق التحضير لـ D. viscosa في المناطق العربية، وتشمل عادةً استخدام الأوراق، والأزهار، والسيقان.19 من أبرز الطرق التقليدية في شمال إفريقيا:

  1. العلاج بالتبخير ("العرقة"): وهي طريقة شائعة تستهدف الأمراض التنفسية والصداع. يتم فيها طبخ النبات كاملاً (بأوراقه وجذوره) في قدر مغطى، ويتعرض المريض للبخار المتصاعد (العرقة) بهدف تحفيز التعرق. يُستخدم هذا الأسلوب لعلاج الشقيقة (الصداع النصفي)، والزكام، والتهابات الكبد والمرارة، والـ "مكلفة" (حالة قد تشير إلى التهاب أو أمراض روماتيزمية).22 كما يُستخدم لطرد "الريح" أو الهواء من الجسم.5

  2. الزيت العلاجي (التدليك): يتم تحضير زيت مدلك عن طريق نقع الأوراق في زيت الزيتون لمدة 15 يوماً، مما يسمح للمواد الفعالة والزيوت الطيارة بالاندماج مع الزيت. يُستخدم هذا الزيت الناتج لتدليك أماكن الألم.23

  3. المستخلصات المائية: تُعد المستخلصات المائية والمغلية (Decoction) والمنقوع (Infusion) هي أكثر طرق التحضير شيوعاً في الطب التقليدي.19

ج. فوائد موثقة إثنوبوتانياً

تركز الممارسات التقليدية على عدة فوائد تم توثيقها في الدراسات الإثنوبوتانية:

  • المساعدة على تسريع التئام الجروح.24

  • تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان (يُعزى إلى النشاط المضاد للتكاثر).24

  • التهدئة العامة ومكافحة الالتهاب والحمى.20

V. التقييم الصيدلي الحديث والأنشطة البيولوجية المدعومة علمياً

أكدت الأبحاث الصيدلية الحديثة العديد من الاستخدامات التقليدية لـ Dittrichia viscosa، وربطت فعاليتها بالمركبات الكيميائية النباتية الفريدة التي تحتويها.

أ. النشاط المضاد للالتهاب والمسكّن للألم

تُظهر مستخلصات D. viscosa تأثيرات قوية مضادة للالتهاب ومسكنة للألم، مما يدعم استخدامها التقليدي لعلاج الشقيقة والآلام العامة. يتم تفسير هذا النشاط من خلال الآلية الجزيئية المتمثلة في تثبيط إنزيمات رئيسية في مسار الالتهاب.15

تتضمن هذه الآلية تثبيط إنزيمات Cyclooxygenase-1 (COX-1)، و Cyclooxygenase-2 (COX-2)، وكذلك تثبيط إنزيم inducible Nitric Oxide Synthase (iNOS).16

في اختبارات نماذج الألم، أظهر مستخلص D. viscosa فعالية مسكنة ملحوظة (analgesic) في نموذج الانقباض البطني (writhing test). وكانت فعاليته المسكنة (بنسبة تثبيط 46.09% $\pm$ 8.43%) أعلى من نبات Marrubium vulgare، بل وقاربت أو تجاوزت فعالية عقار الترامادول (Tramadol®) في بعض القياسات.14 هذا يشير إلى أن المستخلص يمتلك قدرة واعدة على تعديل الاستجابات الالتهابية والألمية.

ب. التئام الجروح وعلاج الحروق

أكدت الدراسات قبل السريرية بقوة الاستخدام التقليدي للنبتة في علاج الجروح والأمراض الجلدية.15 في دراسة تناولت التئام حروق، أظهر مستخلص D. viscosa تسريعاً ملحوظاً في انقباض الجروح.

أظهرت النتائج أن المجموعة المعالجة بـ D. viscosa سجلت أعلى نسبة لانقباض الجرح في اليوم 21 من العلاج، حيث وصلت النسبة إلى 99.28% $\pm$ 0.44%.14 وقد تفوقت هذه النسبة على المجموعة القياسية المعالجة بمرهم Madecassol® (86.74%)، مما يدعم بقوة إمكانية استخدام D. viscosa في تركيبات موضعية لعلاج الجروح والحروق.14

ج. النشاط المضاد للميكروبات والمضاد للسرطان

  1. الخصائص المضادة للميكروبات: يحتوي النبات على مواد مثل الانتولاكتون التي تبدي صفات مضاد حيوي فعال ضد الجراثيم والطفيليات والديدان الحلقية.11 كما أظهرت المستخلصات قدرة على تثبيط نمو سلالات بكتيرية مهمة مثل Proteus mirabilis و Bacillus subtilis.4

  2. النشاط المضاد للتكاثر (Anticancer): أظهرت الأبحاث نشاطاً ساماً للخلايا (cytotoxic) ضد مجموعة متنوعة من خطوط الخلايا السرطانية البشرية، بما في ذلك سرطان عنق الرحم (HeLa)، والقولون (HT29)، والرئة (A549)، والثدي (MCF7). ومن المهم ملاحظة أن هذا النشاط كان انتقائياً، حيث لم يُظهر سمّية تجاه الخلايا الطبيعية (PBMCs).4 هذا يشير إلى أن مركبات السيسكيتيربين قد تكون أساساً لتطوير عوامل صيدلية جديدة في مجال مكافحة السرطان.

VI. الملف السمّي وموانع الاستخدام الحاسمة

على الرغم من الفعالية الدوائية الواعدة، فإن التقييم النقدي للملف السمّي لـ Dittrichia viscosa أمر بالغ الأهمية، خاصة فيما يتعلق بالاستخدام الداخلي وموانع الاستخدام المتعلقة بالحمل.

أ. بيانات السمّية الحادة والمزمنة

تُظهر دراسات السمّية التي أُجريت على نماذج الفئران أن السلامة تتفاوت بشكل كبير اعتماداً على طريقة الاستخلاص وقطبية المركبات المستخلصة.15

  1. الأمان العام: بشكل عام، أظهرت مستخلصات D. viscosa وزيوتها الطيارة أماناً نسبياً في الجرعات العلاجية الموصى بها في نماذج الفئران، حيث لم تسبب المستخلصات الميثانولية (بجرعات تصل إلى 800 مغ/كغ) أي وفيات أو تغيرات سلوكية ملحوظة في دراسات السمّية الحادة والمزمنة.15

  2. تفاوت السمّية حسب الاستخلاص: كشفت دراسات السمّية الحادة عن تباين كبير في الجرعة المميتة الوسطية ($\text{DL}_{50}$) بناءً على نوع المستخلص:

ملخص البيانات السمّية والجرعة المميتة الوسطية ($\text{DL}_{50}$) لمستخلصات Dittrichia viscosa على نماذج الفئران 15

جزء النبتة المُستخدمنوع المستخلصطريق الإعطاءالجرعة المميتة الوسطية (DL50​)ملاحظات السلامة/السمّية
الأوراق والزهورالميثانولي (Methanolic)عن طريق الفم (Orogastric)$\approx$ 2500 مغ/كغآمن في جرعات أقل، لا وفيات حتى 2500 مغ/كغ (14 يوماً)
الأوراقالمائي (Aqueous)داخل الغشاء البريتوني (i.p.)> 8000 مغ/كغ

يُعتبر الأكثر أماناً (أدنى سمّية) 15

الأوراقثنائي كلوروميثان (Dichloromethane)داخل الغشاء البريتوني (i.p.)1288 مغ/كغ

سمّية متوسطة 15

الأوراقالإيثر البترولي (Petroleum Ether)داخل الغشاء البريتوني (i.p.)626 مغ/كغ

الأعلى سمّية (المرتبط بالمركبات غير القطبية مثل SLs) 15

تفسر هذه البيانات سبب الأمان النسبي للاستخدام التقليدي المائي (كالغلي والتبخير)، حيث أن المستخلص المائي يُظهر أدنى مستويات السمّية ($\text{DL}_{50}$ > 8000 مغ/كغ).15 في المقابل، تُظهر المستخلصات غير القطبية (مثل الإيثر البترولي) سمّية أعلى بـ 12 مرة تقريباً، لأنها تركز لاكتونات السيسكيتيربين القوية. هذا التباين يجب أن يؤخذ في الحسبان عند توحيد المستحضرات الصيدلية الجديدة.

ب. السمّية العضوية والتفاعلات الدوائية المحتملة

على الرغم من الأمان العام في معظم الجرعات المدروسة، أشارت إحدى دراسات السمّية المزمنة إلى حدوث تغيرات كيميائية حيوية طفيفة، مثل الانخفاض الملحوظ في مستويات إنزيم AST (ناقلة أمين الأسبارتات) في الكبد لدى مجموعات الفئران التي عولجت بالمستخلص الميثانولي. هذا يتطلب إجراء المزيد من البحوث لتقييم التأثيرات طويلة المدى على وظائف الكبد.15

بالإضافة إلى ذلك، ينصح الطب التقليدي بتجنب استخدام النبتة للأفراد الذين يعانون من مشاكل قلبية أو مرض السكري.8

ج. موانع الاستخدام الحاسمة: السمّية التناسلية

تُعد السمّية التناسلية (Reproductive Toxicity) هي موانع الاستخدام الأكثر خطورة والأكثر توثيقاً علمياً لـ Dittrichia viscosa.

  1. تأثير الإجهاض ومضاد الانغراس: أظهرت دراسات على نماذج الفئران أن المستخلصات المائية من أوراق D. viscosa تمتلك تأثيراً مُضاداً للانغراس (anti-implantation) و مُجهضاً (abortifacient) عند إعطائها في المراحل المبكرة من الحمل (اليوم 1-6 من الحمل).9 هذا التأثير يؤكد التصنيف الدولي للنبات كعامل مُجهض محتمل (Potentially Abortive).28

  2. تحفيز تقلصات الرحم: تم الإبلاغ عن أن النبتة تحفز تقلصات الرحم.8

بالنظر إلى هذه الأدلة، فإن الاستخدام الداخلي لـ D. viscosa يجب أن يمنع بشكل مطلق للنساء الحوامل أو اللاتي يحاولن الحمل، كما يُنصح بتجنبها أثناء الرضاعة.8 وهذا القيد الصارم يجب أن يرافق أي منتج يعتمد على هذا النبات، لا سيما مع احتمال خلط الهوية النباتية كما ذكر سابقاً.

VII. الخلاصة والتوصيات الاستراتيجية للمستقبل

يمثل نبات Dittrichia viscosa (الماقرمان/الطيّون اللزج) كنزاً إثنوبوتانياً في شمال إفريقيا وله فعالية دوائية مدعومة علمياً، خاصة في مجال مكافحة الالتهاب، وتسكين الألم، وتعزيز التئام الجروح.14 وتُعزى هذه الفعالية إلى محتواه الغني بلاكتونات السيسكيتيربين القوية، مثل الإينوفيسكولايد والتومنتوسين، التي تثبط الإنزيمات الرئيسية المسببة للالتهاب.16

ومع ذلك، فإن هذا التقرير يؤكد وجود مفارقة حاسمة بين الفعالية البيولوجية العالية والمخاطر السمّية المرتبطة بالاستخدام غير المنظم. إن التفاوت الهائل في أمان النبتة بين مستخلصاتها المائية (الأكثر أماناً للاستخدام التقليدي) ومستخلصاتها غير القطبية (الأكثر سمّية) يتطلب توحيداً دقيقاً للمستحضرات.

أ. التحديات والاحتياجات البحثية

  1. الضرورة السريرية: يجب أن تتركز الجهود البحثية المستقبلية على إجراء تجارب سريرية منهجية على البشر. هذه التجارب ضرورية لتحديد الجرعات الآمنة والفعالة للاستخدام الموضعي لعلاج الجروح والحروق (حيث البيانات قبل السريرية واعدة للغاية) وللجرعات الداخلية للمستخلصات المائية التي أظهرت مستويات أمان عالية في النماذج الحيوانية.15

  2. توثيق السمّية التناسلية: يجب أن يتم إدراج تحذيرات واضحة ومحددة حول خطر الإجهاض وتأثير النبتة المضاد للانغراس على أي منتج أو وصفة تقليدية تروج للاستخدام الداخلي لـ D. viscosa.8

ب. التوصيات الاستراتيجية للممارسين

  1. توحيد الهوية والتحذير من الخلط: يجب على المهنيين الصحيين والمستهلكين التقليديين التحقق بشكل قاطع من الهوية النباتية للـ "ماقرمان" لضمان التمييز الصارم بين Dittrichia viscosa و Origanum spp.

  2. توجيهات الاستخدام الموضعي: يوصى باستخدام D. viscosa في المستحضرات الموضعية كعلاج مساعد للجروح والحروق، استناداً إلى الأدلة القوية التي أظهرت كفاءة عالية في تسريع انقباض الجروح.14

  3. موانع الاستخدام المطلقة للاستخدام الداخلي: يجب منع الاستخدام الداخلي لجميع مستخلصات Dittrichia viscosa أثناء فترة الحمل والرضاعة بسبب خطر السمّية التناسلية وتحفيز تقلصات الرحم. كما يوصى بالحيطة الشديدة وتجنب الاستخدام للأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية أو مرض السكري.8 مع

تعليقات