القائمة الرئيسية

الصفحات

الكركمين: الخصائص العلمية والفوائد الصحية (دراسة بحثية)

  


يُعرف الكركم (Curcuma longa) منذ آلاف السنين باستخدامه في الأغراض التغذوية والطبية التقليدية. لكن الاهتمام العلمي بمكوناته الفعالة، وعلى رأسها مادة الكركمين (Curcumin)، قد تزايد بشكل كبير في العقود الأخيرة، مركزًا على تحليل خواصها الكيميائية وآليات عملها البيولوجية في الجسم.

الخصائص الكيميائية والامتصاص الحيوي

الكركمين هو المكون الأساسي في الكركم وهو صباغ طبيعي ذو لون أصفر برتقالي. وهو عبارة عن ثنائي أريل الهبتانويد، وهي فصيلة من الفينولات الطبيعية.

المكونات الرئيسية

يحتوي الكركم على حوالي 5% من الكركمين، إلى جانب اثنين من مشتقاته الرئيسية يُعرفان باسم الكركمينويدات (Curcuminoids): وهي الديميثوكسي كركمين (Demethoxycurcumin) والبيسديميثوكسي كركمين (Bisdemethoxycurcumin).

المكونالصيغة الكيميائيةالكتلة الموليةالمظهر
الكركمينC21H20O6368.38 غ/مولمسحوق أصفر برتقالي

الذوبانية والتوافر البيولوجي

يتميز الكركمين بخصائص كيميائية تحد من استفادة الجسم منه؛ فهو غير منحل في الماء. وقد لوحظ أن الكركمين من المواد التي قد يصعب على الجسم امتصاصها والاستفادة منها (انخفاض التوافر البيولوجي).

للتحايل على هذه المشكلة وزيادة امتصاصه، غالباً ما يتم دمجه مع مواد أخرى مثل البيبرين (Piperine)، وهو مركب موجود في الفلفل الأسود، والذي يزيد من التوافر البيولوجي للكركمين بشكل كبير. كما تتضمن المكملات الغذائية تركيبات معززة للامتصاص مثل "Longvida" و "BCM-95".

الفوائد الصحية والآليات العلاجية (دراسات علمية)

تعود الفوائد الصحية المتعددة للكركمين بشكل رئيسي إلى خصائصه القوية المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات.

1. مقاومة الالتهاب والأكسدة

  • مضاد قوي للالتهابات: أظهرت الدراسات أن الكركمين له آلية عمل محتملة كعامل مضاد للالتهابات من خلال آليات متعددة، بما في ذلك قدرته على منع تفعيل عامل NF-κB، الذي يتم تنشيطه بواسطة العديد من المحفزات الالتهابية المختلفة.

  • مضاد للأكسدة: يساهم الكركمين في مكافحة الإجهاد التأكسدي، حيث ثبتت قدرته على زيادة الإنزيمات المضادة للأكسدة الذاتية في الجسم، بالإضافة إلى قوته كمضاد للأكسدة بحد ذاته.

2. الصحة الإدراكية ومرض الزهايمر

أشارت نتائج بعض الدراسات إلى التطبيق المحتمل للكركمين في حالات مرضى الزهايمر، حيث لوحظ تحسن كبير في الوظائف الإدراكية. وتتضمن آليات عمل الكركمين العصبية المحتملة ما يلي:

  • تثبيط تجمُّع لويحات بيتا أميلويد (Beta-amyloid).

  • المساعدة في استعادة الوظائف الإدراكية والتشابكية التي يسببها البيتا أميلويد.

  • الحد من بروتين تاو (Tau protein) وتكتلاته الناتجة عن البيتا أميلويد.

  • حماية عصبية ضد الخلل الوظيفي الإدراكي والإجهاد التأكسدي الناجم عن الألومنيوم.

3. مقاومة السرطان (قيد البحث)

أظهرت بعض الأبحاث فوائد محتملة للكركمين في مقاومة أنواع معينة من السرطان، مع التأكيد على أن هذه الفوائد لا تزال قيد البحث وتحتاج إلى المزيد من الأدلة:

  • التقليل المحتمل من خطر الإصابة بسرطان المعدة وسرطان الجلد.

  • تثبيط نمو خلايا الأورام السرطانية، وقد يكون له قدرة محتملة على مقاومة سرطان الثدي والأمعاء.

4. القلب والمفاصل والجهاز الهضمي

  • صحة القلب: قد يساعد الكركمين في تقليل الكولسترول السيئ وزيادة الكولسترول الجيد، مما قد يساهم في الوقاية من حالات مثل تصلب الشرايين. كما قد يسهم في منع التصاق الصفائح الدموية ببعضها، مما يحمي من الخثرات الدموية.

  • صحة المفاصل: له خصائص محتملة لمقاومة التهاب المفاصل، حيث يساعد في تخفيف آلام المفاصل وتيبسها، خاصة في حالات الفصال العظمي والتهاب المفاصل الروماتويدي. ورغم التوصيات بإمكانية استخدامه كعلاج بديل للفصال العظمي، إلا أن البحوث في هذا الصدد لا تزال غير كافية للحسم.

  • صحة الجهاز الهضمي: يعزز الكركمين من عملية هضم الدهون عبر تحفيز إنتاج الصفراء، ويساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء بفضل خصائصه المضادة للميكروبات.

الجرعة الموصى بها والاحتياطات

الجرعة

تختلف الجرعة المثلى من الكركمين من شخص لآخر. تشير أغلب الدراسات إلى ضرورة تناول 500 إلى 2000 ملغ يوميًا. يعتبر الكركمين آمنًا بشكل عام عند تناوله بالجرعات الموصى بها.

الآثار الجانبية والتفاعلات الدوائية

  • الآثار الجانبية الشائعة: قد تشمل مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ، الغازات، والغثيان أو الإسهال، خاصة عند تناول جرعات عالية.

  • التفاعلات الدوائية: يمكن أن يتفاعل الكركمين مع بعض الأدوية، وخاصة مميعات الدم (مثل الأسبرين أو الوارفارين)، حيث قد يزيد من تأثيرها ويؤدي إلى زيادة خطر النزيف المفرط.

  • احتياطات أخرى: قد يؤثر الكركمين على معالجة الجسم لبعض الأدوية، بما في ذلك المضادات الحيوية، ومضادات الاكتئاب، وأدوية القلب. كما قد يخفض مستويات السكر في الدم، وقد يعزز تأثير الأدوية المضادة لمرض السكري أو الأنسولين.

توصية هامة: يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المرارة أو اضطرابات النزيف، أو الذين يتناولون مميعات الدم، استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل استهلاك مكملات الكركمين. لا يعد الكركم علاجًا بديلًا لأي أدوية موصوفة، بل يمكن الاستفادة منه جنبًا إلى جنب مع الأدوية الأخرى بعد استشارة الطبيب.

تعليقات